عصفورة..

أنا زهرة تهوى الندى

عصفورة تهوى الغصون تظلها 

وتنام ملء العين فجر والهواء براحها 

لن تترك الصياد يلمح ريشها

فسواي أولى بالشَّرَكْ..

27-12-2014

إليك أبي..

كبرت فتاتك يا أبي

وأصابها وهن وضعفٌ

وانكسار وانهيار

من دون وجهك يا أبي

من دون حبك غامر 

وحنان قلبك والأمان

لكنها بالكبرياء تحملت

ورثت عنادك يا أبي

ورثت شموخ الكبرياء وقوة

لا تنثني..

لملم شتاتي يا أبي

زر حلمي الشتوي واغمرني

بدفء من يديك

زرني وبارك صحوتي ..

خيال..

مطرٌ وفِي قَلبِي ظَمَأْ

يمتدُ فِي كُلِّ الفُصُولْ

ومواسمُ الذِّكرَى بِقَلبَيْنَا تَطُولْ

إنْ جاءَكَ المطرُ الحزينُ ولمْ يَبُحْ

أو خطَّ رسمًا فَوقَ شُبَّاكِ الألمْ

وَرأيتَ في تلكَ الخُطوطِ مَلامِحِي

لا تَكْتَرِثْ

أَحْكِمْ غِطَاءَ الرَّأَسِ جِدًّا

ثُمَّ نَمْ

سهر..

لا النوم يغريني 

فأرحل فيه شهرا

أو هدأة الليل الصموت تشدني 

فأصوم دهرا

عن ذلك الموت الذي أدمنته

ينساب شعرا

يا من كتبتُكِ في دمي أنشودة

نهرا وبحرا

إن جاءكِ الليل الطويل معاتبا 

فكفاكِ عذرا

لا تنكري موتي بحبك ساهرا

يشتاق فجرا

قصيدتي الحُرة

هَذا دَمِي 

مُتَنَاثِرٌ فوقَ الوَرَقْ

هذِي الحروفُ الدامياتُ قَصائِدِي

تلكَ اللَّيالِي الباردةْ 

ليلُ الغيابِ المُؤْلِمِ

وجراحُ مَا خَبَّأْتُهُ مِنْ أَحْرُفٍ

أرسلتُها للريحِ

والأنواءِ 

والنسيانِ 

والمَنفَى 

تَئِنُّ بِمِعْصَمِي

لا .. لستُ أكْرَهُهَا

فتِلكَ خُلاصَتِي

أجزاءُ رُوحِي

حينَ تَنْطِقُ بِاسْمِكِ المَحفورِ فِي ذَاتِي

فيُزهرُ وردُ بُستانِي

وعَنَادِلِي تصطفُّ تُطْلِقُ لحنَها الشَّادِي 

بِقَافِيَتِي وَأغصانِي

ويفوحُ عطرُ الياسمينِ عَلى الرُّبَا

 وتبوحُ ألوانِي

لا .. لستُ أنسَاهَا وإِنْ

سَفَحَتْ دُمُوعِي بالحنينْ

لا .. لستُ أُنْكِرُهَا وإنْ

كانتْ دليلاً دامغـًا 

بقضيةٍ طُوِيَتْ وَأخْفَتْهَا سُنُونْ

لا .. لستُ أقْتُلُهَا وإنِْ

قَتَلَتْ وَمَزَّقَتِ الدَّفَاتِرَ ألفَ مَرَّةْ

لا لستُ أَطْوِيهَا وإنْ 

حُرقتْ بِقَسْوَتِهَا بَراعِمُ ألفِ زَهْرَةْ

لا .. لستُ أُبْدِلُهَا وإنْ 

كانتْ بِقَلْبِي حَرقَ جَمْرَةْ

فَقَصِيدَتِي .. بِنْتُ الفؤادِ

 حَبِيبَتِي 

الآن حُرَّةْ .. 

الآن .. حُرَّة

موت أقل..

مَوتانِ يا وَطَنِي غِيابُك 

والحنينُ 

وهمسةٌ من بوحِ حُزنِكَ 

والألمْ

بل ألفُ موتٍ أنْ أراكَ وَليسَ لِي 

مِنْ نُورِ وجهِكَ غيرُ صَمتٍ أو عتابٍ

أو سأمْ

وأنا أموتُ بِعَجْزِ قلبِي 

أنْ يُطَيِّبَ خَاطِرَكْ

أنْ يَمْسَحَ الوَجَعَ الذي يَجتاحُنَا 

أَو أنْ يُسافرَ لَيسَ يَترك خلفَهُ

ذِكرى القصيدةِ أو عبيرَ الياسمينْ

جربتُ للنسيانِ ألفَ طَريقةٍ 

فوجدتُ أنَّ الموتَ فِيكَ طريقتِي

وطريقُ قلبِي للحياةِ وللمماتِ

وللعدمْ

والأنَ أشهدُ أنَّنِي 

سأموتُ فيكَ إلى النهايةِ 

والنهايةُ أنَّنِي 

اخترتُ موتًا ليسَ فِيهِ نِهايتِي..

احْتَرَفْتُ المَوتَ فِيكِ..

لَقَدِ احْتَرَفْتُ المَوتَ فِيكِ

وَلَمْ أَزَلْ 

فِي حَضْرَةِ الكَلِمَاتِ والأَبْيَاتِ 

أَصْغَرَ طِفْلَةٍ 

المَوتُ فِيكِ قَصِيدَتِي

أُنْشُودَةُ الوَتَرِ الحَزِينِ 

عَلَى تَقَاسِيمِ الأَمَلْ

المَوتُ فِيكِ هُوَ الحَياةُ بِعَيْنِهَا 

فِي قَلْبِ شَاعِرَةٍ تَقَاذَفَهُ الهَوَى

فَهَوَى 

وَأَغْرَقَهُ النَّدَى 

بِنَسِيمِ عِطْرِ اليَاسَمِينِ وَظِلِّهِ

لَقَدِ احْتَرَفْتُ المَوتَ فِيكِ وَلَمْ يَزَلْ

الموتُ فِيكِ قَضَيَّتِي.. وَحِكَايَتِي..

شدو العندليب..

عَنْدَلِيبٌ

بَينَ أَشْجَارِ الغِيَابِ

يُطْلِقُ الأَلْحَانَ يَهدِيهَا العَبِيرُ

عَنْدَلِيبٌ

وَفِي القُلُوبِ يُغنِّي

فِي مسائي .. نَجْمَةٌ

فِي سَمائِي..

فِي صَبَاحِي.. بَسْمَتِي

يَاسَمِينِي..

فِي قَصِيدِي .. بِدَايَتي

وحُرُوفِي..

فِي غِيَابي.. حِكَايَتي

وحَنِينِي..

عَنْدَلِيبٌ

فِي ثَنَايَا الرُّوحِ يَشْدُو

عَنْدَلِيبِي..

ليلُ الخريف..

والليلُ فيكِ مسافرٌ 

ونجومُه تَصْطَفُّ حولكِ

والسحبْ

قمرٌ صغيرٌ 

في زوايا الليلِ مَزويُّ هناكَ يراقبُكْ

وقصيدَتِي مطويَّةٌ بزُجَاجَةٍ 

اَلقَى بِها موجٌ على جُزُرِ الهَوى

منسيةً وحزينةً 

وحروفُها قطراتُ دمعٍ مُسْبَلٍ 

فِي لَيْلِ شِعْرٍ مُظْلِمٍ

هلاَّ أَضَأْتِ غُيُومَهُ

 بِبَرِيقِ عَينَيكِ التي فَارَقْتُهَا؟

عيناكِ آخرُ مَا تَبَقَّى مِن زَمانِ الشِّعرِ

في لَيلِي وفي

أيامِ وصلٍ كنت فيها طائرًا

 ومهاجرا ما بين قلبكِ والحياةِ بِظِلِّهِ 

أُنشُودَتِي فِي كلِّ فَجْرٍ أَنْ أَبُوحَ بِسِرِّهِ

للطيرِ والاغصانِ شعرًا أَنتِ كنتِ عَبِيرَهُ

ونسيمَهُ يا طِفْلَتِي

هلَّا أضأتِ صبَاحَهُ 

ليعودَ مِن سَفَرٍ طويلٍ مَلَّهُ 

ويعودَ مِن ليلِ الخريفِ المُظْلِمِ..

الفؤاد الغارق..

تمهَّلْ قليلاً وعُدْ 

أَعِدْ لِي فؤادًا تّربَّى 

على هَمْهَاتِ القصيدِ وبَوحِ الحروفْ 

أعدْهُ كَمَا كانَ .. غضًا 

مُعافَى مِنَ القتلِ .. 

يُزْهِرُ وَردًا

أَعِدْهُ إلى أوَّلِ السطرِ 

أولِ حرفٍ تعلمه في الغرامْ

فؤادي تَعَلَّمَ مِنكَ الكلامْ

بَنَى بيتَهُ في حقولِ القصيدِ 

ونامْ..

تشردَ .. 

خاضَ الحروبَ .. تّغَرَّبَ

ضاع الطريق ..فضاع

وآوَى إلى ضخرةٍ في دروبِ الجبالْ 

فأدركه الموج من بحر شعرٍ

وأَلقَى بِهِ فِي مكانٍ بعيدْ

وفِي كلِّ يومٍ يَمُوجُ بِهِ 

فِي مكانٍ جديدْ

تَمَرَّسَ شيئًا فشيئًا 

وأتقنَ فَنَّ الغرقْ..

نَسَى كَيفَ شَكلُ الموانئِ؟ 

 كيفَ الطرقْ؟

ولا يستطيعُ رُجُوعًا 

ومَا لاحَ سربُ النوارسِ يَومًا لَهُ

ومَا لاحَ طَوْقُ نَجَاةْ..

فُؤادِي تَعَلَّمَ مِنكَ الحياةْ 

وَلَو ظلَّ عُمْرًا طويلاً 

يُعَانِدُ مَوجًا عتيًّا

سيُدْرِكُهُ قاربُ الأُمْنِيَاتْ 

ويَعرفُ منكَ الطريقَ إليكَ

تَمُدُ إليه يدًا 

ثمَّ تُبحِرُ نحوَ الصَّبَاحِ الجديدْ

ويَبْدَأُ فِي الأرضِ عِيدْ
سيبدأُ في الأرضِ عيدْ..

قهوتي..

فِنجَانُ القهوةِ يَسمَعُنِي

ويُذَوِّبُ بعضَ الآلام

يَأتِي بالليلِ وبالسَّهَرِ

يأتِينِي صوتُك في صَمْتِه

وبلونِ القهوةِ أرسُمُهَا 

عينَيكَ وظلاً يُشبِهُنِي 

في ضوئِهِمِا كنتُ أرَاه

هلْ مَازالَ الظلُّ هُنَاك؟

يَسْهَرُ إنْ نِمْتَ ويُوقِظُنِي

مِنْ حُلْمٍ بِتُّ أُرَاقِبـُه 

جَاءَ بِعِطْرِك

وَبِنَجْوَاك..

وهم كبير..

لن أغني

فاترك الناي ودعني

في انكساري

ليس في الأرض سنابل

 ليس في الغابات كرْمٌ

والسواقي لا تدور

ليس في الأنجم نور

لم أعد تلك الصغيرة

 في الحقول

ترسم الآمال شمسا 

في خميل من سحب

كبر القلب وشاخت فيه أحلام الأصيل

برعم الذكرى نما

صار أشجارا كبارا

 حجبت ضوء النهار 

أطفات سحر النجوم

لن أغني ... لن أغني

 فاترك الناي ودعني 

وامض دوني

لا تسلني

 أين ما كان وكنا

إنني وهم كبير.. 

وصية..

موتي حياة للقلوب الحائرة

ذكرى ستنسى في الغياب وتمحي

موتي حياة للقصيدة والشتاء 

والكبرياءُ 

يشدني للموت في زمن التشرد والضياع

الجو صيف 

والشتاء على مدى بصري يلوِّح ضاحكـًا

لكنني معصوبة العينين لم أره

وقيدي محكم

أترى سأشعر بالمطر؟

إن جاء يلمس جبهتي ؟

إن جاء يمسحها ويترك فوق أوراقى ندى

أم أنه ياتي ليروي المقبرة 

والياسمين على الجدار؟

إن مت لا تنسوا زهور الياسمين إلى جوار المقبرة

فلتزرعوها في الطريق 

واسقوا الشجر 

إن مرت الأيام بعدي 

دون أن يأتي مطر ...

لا رجوع

ظمآنة عشت أروي ميت أزهــاري... وأغزل الحلم مشنوقا بأوتـــــاري
أعطيت حتى نمت في البيد مزرعة.. وجف نبعي ومات الشعر في داري
وجئت أسأل عن ذاتي فمزقنــــــــي... وقع السؤال على نفسي بإعصار
أفنيتِ ذاتَك في ذاتٍ وما عَرَفَـــــــتْ.. بنور شمس أنرتِ الدرب أم نــــار
لم تسألي عن طريق سرتِ فيه وما... رأيتِ فيه سوى قيظ وصبـــــــــار
لا تسألني رجوعـــــــــا لست أملكه... ولا تلومن إعراضي وإنكـــــــاري

نسيم صوتك

وأقرأُ فِي وُجُوهِ الوَردِ أطيَافَ ابتِسَامَاتِك

وأسمعُ فِي نَسيمِ العطرِ صوتَكَ حِينَ تَهْمِسُ لِي

:"أُحِبُّكِ يَا مُدلَّلَتِي"

فيُورِقُ فِي بَسَاتِينِي اليَاسَمِينُ

وأغفُو بَينَ أوْرَاقٍ كَتَبْتُكَ فِي ثَنَايَاهَا 

وأصحُو لم أجدْ شيئًا 

سِوَى أحلامِ غُربَتِنَا 

بِأَيدينَا أضَعْنَاهَا..

24-8-2014

والقصيدة إذا ضحكت..

سألقي إليكم سرا صغيرا

أنا من أذوب بوحي القصيدة

وأرسم ضحكتها في السطور

وليس لضحكتها أي دخل

بموتي وبعثرتي في الطريق

فقط حين تضحك قلبي يطير

ويكتب يكتب هذا المصير

ويملأ ساحات تلك القصور

حقولا من الآس والياسمين 

أنا من تذوب شذى في سماها

فيأتي الصباح بعطر الحنين

صباح جديد بقلبي سيأتي 

وأولد فيه - كما كل يوم

- صباح تعطر بالياسمين

صباح بقبلة حب السنين 

صباحي بحب القصيدة أحلى

وحب القصيدة حب قديم

سيبقى ويبقى بقلبي الحزين...

لأجل طفولة قتُلت

وتَسقطُ غابةُ الأشعارِ تحتَ ركامِ أوطاني

وصوبَ الزيفِ وجَّهَ مَدْفَعُ الحُرَّيَّةِ الحمراءِ طَلْقَتَهُ

وأَسقطَ عن وجوهِ القُبحِ أقنعةً ملونةً

ويعلو صوتُها غَزَّة

وصوت رجالِها عِزة

وموتُ طفولةٍ خُلِقَتْ

لكي تَبقَى ..لِكي تَحْيَا 

فإن تَنسى وجوهُ العارِ 

فالأشجارُ تذكرُهُم

وزيتونٌ سيَنبُتُ من دمائِهُمُ

سيبقى حاملا معه 

نسائِمَهٌم

وبسمتَهُم

وبعضًا من حكاياهُم

دُمى لعبتْ بها أيامُهم يومًا

لقد وُلدوا لكي يَبقُوا 

وسامَ بطولةٍ نُقِشَت 

على أحجارِ ضَيعَتِهِم

لقد ماتوا لكي تُكتبْ بطولَتُهم

بلونِ النَّارِ فوقَ جِبَاهِ قاتِلِهم

وفوقَ ركامِ إنسانيةٍ ذهبتْ 

سيَكتُبُ موتُهُم "مَاتَتْ ضَمَائِرُكُمْ ومَا مِتْنَا"

ويُكتبُ في سجلِ العارِ

أنَّ بلادَنا صَمَتَتْ

ومَا نَطَقَتْ 

بِغَيرِ القُبْحِ والتدليسِ والزَّيْفِ

سيَكُتُبُ موتُهُم:

تبًا لمَنْ باعوا قَضَيَّتَنَا..

صرخة الناي

أوجاعنا 

ستصير أغنية يغنيها الصغار 

على نهايات الطريق

وفي الحقول وفي القفار

ستصير عصفورا جريحا 

في السماء وفي البحار

ستكون موال النهار

وطلقة من مدفع الغضب المهيئ

 لانطلاق وانفجار

أوجاعنا نايات أحزان

 ستطلق في سكون الليل

صارخة قفوا 

أو فاتركوا التاريخ يكتب قصة العهر المبارك

بالخضوع 

وتقول ناموا

فالشهيد الآن مات

ماتت شهادته بنظرة أخته 

مقتولة ...مصلوبة ..مشنوقة 

مسروقة .. ومعذبة

وأخوه يروي قبره بدمائه
والآخرون يرونه ذلا .. وعارا .. وانكسارا
وعلا سماء المقبرة
غربان سوء ماجنة
نزلت إلى قبر الشهيد
ودنست آثاره
ومحت معالمه.. وأخفت شاهده
نبشت قبور الثائرين
ومزقت أكفانهم
طارت بأنحاء البلاد وأعلنت قانونها
لا صوت يعلو فوق صوت نعيقها
غطى أنين الصمت صبح مدينتي
وانهار قانون البشر
وعلا الوجوه مهانة وصغار
ومحى أناشيد البلاد ...
خوار...

نقض في قضية خاسرة..

قد قلتها يا شعر قبل ولُمتني

عذبتني بحقيقة لا تمحي

"هذي القضية خاسرة"

لكنني بقضيتي أحيا لآخر صفحة في دفتري

أنا لن أمزق ما مضى.. 

لم يمض .. إن الحلم باق مثلما

بقي الحنين .. وجرحه

أفراحه.. والليل حين يطول بي أو ينقضي

لا بد أن أحيا وأرفع رايتي

وخريف قصتي الحزينة ينتهي

يأتي الشتاءُ 

وتمطر الأنواءُ في زمن القصيد الممطر..

لحظة غرق..

الموجُ فِي هَياجِهِ يُهَاجِمُ السَّفِينَةْ

وأُسقطَ الشِّرِاعْ

كانَ الشِّراعُ صامدًا وانْهِارْ

لمْ يُشْرِقِ النَّهَارْ

وانـْقـَادِتِ السَّفِينَةُ المَذْهُولَةْ

فِي ظُلْمَةِ الضَّيَاعِ والغَرَقْ..

سَفِينَةٌ مَنـْكـُوبَةٌ تَهَالَكـَتْ

فأَهْلَكـَتْ .. وَمَاجَتْ

فالتُهِمَتْ وأُحْرِقَتْ..

قد أُحْرِقَتْ فِي المَاء ..

تَصَاعَدَ الدُّخَانُ فِي السَّمَاءْ

وأَحْجَبَ الشُّمُوسَ والقَمَرْ..

فَمَاتَتِ الأَزْهَارُ والشَّجَرْ

ومَا تَبَقَّى مِن نَدَى حَزِينْ

بَكَى عَلَى أَزْهَارِهِ ..

ثـُمَّ انـْتـَحـَرْ...

القصيدة التي لا تنتهي .. أبدا

قصيدتي لا تنتهي

قصيدتي محفورة في القلب

 لحن الخلود والحياة والمطر

قصيدتي أحلى قدر

مكتوبة على القمر

على الزهور والشجر

وفي عبير الياسمين تنتشر

قصيدتي خلاصة شعرية

للحب والصباح والسَّحر

كتبتها من قبل أن آتي إلى الحياة

فكانت الحياة

وكانت القصيدة

قصيدتي الوحيدة .. البعيدة ..الشريدة

قصيدتي لا تنتهي

 ودائما جديدة ..  

الشَّعرُ لِي

الشَّعرُ لِي 

الشِّعرُ دومًا شاطِئِي

 أُرجُوحَتِي وقتَ الأصيلِ .. وقَهْوَتِي

هُوَ قَاتِلِي .. ويداهُ تَقْطُرُ مِن دَمِي

هُوَ عَالَمِي

هُوَ مَوجةُ البحرِ البعيدِ الملهمِ

هُوَ مَوسِمِي

الشِّعرُ لِي..

إيقاعُهُ .. حركاتُهُ .. سكناتُهُ.. 

ومقاطعٌ نقشتْ على جدرانِ قلبِي النائمِ

طفلي العنيدُ

وهمهماتٌ في ظلامِ الليلِ توقظُنِي على

فيروزِ تشدو "مُرَّ بِي" 

أصحو وفي صمتِ النجوم ِمعالمِي

و"أخطُ سطرًا في الهوى لا يمَّحي"

الشِّعرُ لِي

وقصيدتِي حلمٌ جميلٌ لا يزولُ وإنْ نَأَتْ 

فقصيدتي رسمٌ يعيشُ بخاطرِي

وهْمِي وهَمِّي وانكساري

القصيدةُ مَوطِنِي

وهْمُ القصيدةِ مستقرٌ في دَمِي...