غيم بلا مطر

أبكي رفات الحلمِ

 وحدي في غيوم الليلِ

أبكي دون صوتٍ

 أو دموعٍ

أرقب النجمات علَّ ضياءها

 يهدي لقلبي راحة

 ويضيء ظلمة عالمي

ولعله بيد يطيب خاطري

ويجدد الأحلام في سجني

فيخرج من سكون الليل فجر

كالوليد

على يدي سَحَرٍ جديد..

الفجر مرهون هناك

 وما يزال القلب ينبض بالقصيد

ويكتئبْ

يفرحْ

 توافقه الرياح

فيتئد

 يمضي فتغرقه البحور

 فيقتفي

أثر القوافي في قصيدة عمره

فيهدهده

 إيقاعها 

يغفو على أنغامها

يحلم

يفيق على ظلام الليل حول دفاتره

فيعود لليل الأخيرِ

ويرتجفْ

يبكي

وحيدا في غيوم الليل

دون الصوت

دون الدمع

دون مطر..

قلب ملك..

تلك العيون ذاتها..

وبنظرة للكون يملؤها الحذر..

وبطيبة متوجسة 

 لكنها خلقت كذلك

طيبة في صورة الإنسان..

ذا الطفل موجود وراء ملامحك 

ولكم رأيت براءته

في رقتك

ذا الطفل أعرفه وأعرف أنه 

في الحلم يهديك السلام 

ويمسح الآلام عن عينيك

تصحو كل يوم بابتسامته

وتهدي الشمس قلبا من ذهب

فتضيء شمس الكون حبا 

والطيور تبتهج

والزهر ينشر عطره

في خطوتك..

حلم بعيد..

ولي حلم أعاتبه

بضوء الشمس أكتبه

إذا ما ألقت الشمس

بطوق الياسمين إلي في صبح

أراقبه

وألقى البدر في ليلي 

بأنوار لجينية 

وبات الفجر يجذبه

وظل البحر يهمس لي

وذي الأمواج تسكبه

أيا حلما أراه بقلبي العاني

بعيدا كم يعذبني 

ويرديني 

فما أنسى .. ولا أنسى

أبيت الليل أغزله

ولا تمضي كواكبه..

صباح فيروزي حزين..

ليالي الشمال الحزينة- فيروزتي

شتاء بخيل 

قليل المطر

وليل حزين 

وظل لأشباح ضوء القمر

وعصفورة الساحة الماطرة

تطير بليل الضباب

وتسقط في الغيم حينا وحينا 

تتوه بعتمته الغائرة

شتاء بخيل 

وليل بلا قمرة ساهرة..

مطر

مطر حزين في  السحر

وأنا هنا أرنو إليه وأنتظر

وأسائله 

عن طائر الشوق الحزين: رأيته؟

فيجيب: مثلك، لا يكف السهر

فأقول: بلغه سلامي يا مطر

وابعث إليه بالقصيدة وانتظر

رد السلام ورد شعري 

وتعال فوق ضرام شوقي 

وانهمر

أين السبيل؟؟

وأشهد أن حضورك موت 

وأن غيابك منفى وبؤس وليل طويل

وموت كثير ..كثير ..كثير

ودمع ومحرقة للقلوب

ولكن بي كبرياء عنيدا

وخوفا كبيرا

وأيدي مقيدة بالسلاسل

وهبتك قلبي وهذا قليل

وليس لدي بديل

وإن كنت أملك غير فؤادي

لأعطيت أكثر 

وأهديتك المستحيل

ولكنني لست أملك شيئا

سوى ما يجود به فيض شعري

وفيض حنيني لنبع القصيد

وقلبي لديك

فإن شئت خذه 

وإن شئت دعه بباب القوافي 

ولا تلقه في غيابة جب نضب

وأخبره أين،وكيف السبيل؟؟