بركان نار

أنا غضبتي بركان نار ثائر

وإن احترقت بالحمم
ودمي يهون لعزتي

والروح شيمتها الشمم

فاليوم لا تفرح بنصر زائف

اغلق فمي

قيد يدي 

عذب أو اقتل ألف مرة

الموت لا يثني الهمم

فكرة

فوق الغيم
بين سطور السحب هناك
كانت فكرة
تبدو وعرة
لكن النسمة ساقتها
وانسابت بين الأمواج
والصياد الماهر قادم
جاء بخفة
ألقى شبكة
فالتقطت تلك المسكينة
فرح الصياد بفكرته
لم الشبكة
أخذ الفكرة
وتأملها في لحظات
لم يدركها
لم يملكها
غاصت في رمل متحرك
وتهاوت عبر الظلمات
والصياد مشى وتعثر
في أشراك

أنا مصري

سجل 

أنا مصري

أنا المغلوب 

على أمري

أنا المسروق 

والمخدوع 

والمقتول 

والمظلوم في سجني

أنا المخنوق 

والمشنوق 

والمحروق في قبري

أنا مصري

ونهر دمي 

سيُنبت في بلاد الذل أشواكا

تمزق من يمر على طريق الذل والعهر

أنا مصري

ورغم أنوفكم مصري

من أنا

أنا من أنا؟

أنا الميت في كل يوم وساعة

أنا صورة شوهت بالدماء

أنا لا أساوي بقايا الرصاص

أنا لست أملك منك الفتات

أنا الخوف في عين طفل رضيع

أنا المتهم

أنا من قُتل

أنا من سيشعل فيك الضمير

أنا لم أمت بل سأبقى الدليل

على أنني قد دفعت الثمن

لأغزل أسطورتي في هواك

وأهدم أسطول قهر وذل

وأكشف عنك الستار وأمحو

غبار العقول 

أنا كل شلو تمزق فيك

أنا كل طفل بكى في خشوع

أنا دمعة في عيون الثكالى 

أنا ذرة في تراب الشهيد

أنا لست مركبة للعبيد

ولست إطارا لصورة وغد

أنا اسمك حين سيعلو النداء

أنا ابنك مهما أهون سأبقى

لأحجب عنك ظلال الهوان

أنا صحوة في ضمير الزمان

هذيان3

أصنام الشرك تناديكم

اليوم بكل نداءات

الآن الآن سأحميكم 

فاغتسلوا بدماء أخيكم

وانتظروا أمطارا تسقط 

من عين يتامى من مات

ولترتقبوا الحفل الصاخب

 حين يطل عليكم قبس

من فرعون

لا تنسوا التصفيق فهذا

 أكثر ما يعجب فرعون

لا تنسوا أيضا أن تضعوا

صورا للصنم المعبود

في كل مكان في القرية

تمنع عنكم كل حسود

لا تنسوا أن تبكوا أيضا 

أيام المجد المفقود

هذيان2

قال الجلاد -وذا قوله-
: لا أملك سوطا أو صوتا
لا أحمل غير خيوط حرير
قال السياف -وذا أمره-
: لا أعرف حقا شكل السيف
ولم أره
قلنا من يجلد؟ من يقتل؟
قالوا في ثقة بالغة
: لا نعرف حقا لم نرهم
قتلوا أنفسهم أو جلدوا
مازال التصفيق يدوي
أقنعني حقا منطقهم

هذيان

التهمة دوما جاهزة

والقاضي معنا والسجان

ولدينا آلاف شتى 

وشهود عيان

ستقول الحق ولا غيره

حق الشيطان

فليحضر كل المتهمين أمامي الآن

حتى ننتهي من الجلسة

فالقاضي مشغول حقا

سيصلي الظهر ومن بعده 

سيزور المعبد ليقدم 

للمولى أكبر قربان

فليأت المتهم الأول

يدخل في ذل وهوان

القاضي: ما قولك وانجز 

في تلك التهم المعروضة

: لم أعرف حقا ما التهمة

: لا تنكر جرمك أو تكذب

فالكل رآك

: لا أدري حقا ما تعني

لم أخرج أبدا من داري

في تلك الساعة لم أنطق

بكلام يعني السلطان

: أتصر الآن على كذبك

وتكذب قول السلطان؟

مسكين لا حل أمامي

إلا أن أتلو الأحكام

لكني محتاج فعلا 
تفويضا 

أو قل فرمان

أن أذبح كل المتهمين 

حتى يرتاح الشيطان

تصفيق حاد في القاعة من كل جنود السلطان

يسود المشهد في صمت 

ويشق سواد المشهد لون أحمر

في كأس الشيطان